صدر بتنسيق بين موقع منار الإسلام والمركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة كتاب جديد بعنوان: “نحو تفكيك خطاب علماء التطبيع” وهو ثمرة ندوة علمية دولية جمع لها المركز نخبة عالمة متميزة من أهل النظر والمعرفة لمباحثة الموضوع، يوم السبت 8 صفر 1442 ه /26 نونبر 2020م.
وقد جاءت هذه الندوة استشعارا من المركز لمسؤولية البيان العلمي المنصف لنازلة التطبيع التي ابتليت بها الأمة في هذه الأيام العصيبة قياما بالقسط، ونظرا لجودة موضوع الندوة، وجدوى الأبحاث العلمية المقدمة فيها، بادر موقع منار الإسلام بتعاون مع المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا العاصرة بإعداد وتنسيق أعمالها وإخراجها في كتاب ليكون وثيقة علمية في متناول الأمة علمائها ونخبها وجماهيرها، تنضاف لسلسلة الوثائق العلمية التي يواكب بها العلماء الأمة في مسيرتها بيانا وتوجيها وتنبيها، كما جاء في تقديم الكتاب للدكتور محماد رفيع المشرف العام على موقع منار الإسلام ورئيس المركز العلمي للنظر المقاصدي.
ومدار هذا العمل العلمي على خمسة أبحاث علمية محكمة: أولاها للباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة الدكتور أحمد كافي بعنوان: “العلماء والموقف الشرعي من المقدسات (فلسطين أنموذجا)”، ركز فيه على التنبيه لخطورة هذا الجنس من علماء التطبيع الذين يعملون على تسويغ الاغتصاب الصهيوني وتقبله بل والتوقيع عليه، وأن الواجب على العلماء العاملين تفكيك خطاب التطبيع، ودحضه بالحجة، وفضح المطبعين وتعريتهم، من خلال نقد منهجهم في توظيف النصوص الشرعية.
وثاني الأبحاث للباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة الدكتور عبد الله الجباري، في موضوع: ” الخطاب العلمائي المساند للتطبيع: سياقه ومغالطاته”، تناول فيه سياق ظهور الخطاب المساند للتطبيع ممثلا في المتغيرات السياسية العالمية والإقليمية التي صنعت علماء يغيرون مواقفهم من قضايا الأمة عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، ولخص الأزمة في ثلاث آفات: أولها ” العالم الأجير”، وثانيها مساندة هذا النوع من العلماء للعدو الصهيوني والخادمين له من الحكام؛ وثالثها: افتقار بعض العلماء لصفة العالم العدل.
وفي البحث الثالث بعنوان: “منهج الاستدلال عند علماء التطبيع: مقاربة أصولية وسبر مقاصدي” لرئيس المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة الدكتور محماد رفيع، أداره على مقدمة في لزوم نقض خطاب التطبيع بوصفه منهجا قرآنيا وهديا نبويا، فضلا عن كونه منهجا علميا لحماية الاستدلال، ومبحثين اثنين: الأول في نقض الأساس المقاصدي لخطاب علماء التطبيع، والثاني في نقض بنيانه الاستدلالي أصوليا.
أما البحث الرابع فكان بعنوان “منهج التعامل مع حادثة صلح الحديبية بين الداعين للتطبيع والرافضين له” لرئيس هيأة علماء فلسطين بالخارج الدكتور نواف هايل تكروري، تولى فيه بيان وتحليل متمسك المطبعين بقصة “صلح الحديبية” مبرزا الفوارق الفاحشة بين تأويلات المطبعين والمنهج النبوي في صلح الحديبية، ومنها أن مقاصد صلح الحديبية زمن الرسول صلى الله عليه وسلم تنافي مقاصد التطبيع ومآلاته؛ فصلح الحديبية تلاه انتشار الإسلام وعزة المسلمين وأمنهم، بينما التطبيع تسليم للعدو بشرعية وجوده وإجرامه.
واكتملت الأبحاث بخامسها للباحث المقاصدي الدكتور عبد الصمد المساتي كاتب العام للمركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة في موضوع: “مسؤولية العلماء في بناء الأمة وتحقيق وحدتها”، تناول فيه بتفصيل ثلاث قضايا: أولاها بيان حقيقة علماء الأمة ورثة النبوة وثانيها العلاقة بين العلماء والأمة وقضاياها، وثالثها: أولويات العلماء زمن التطبيع.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *