نظم المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة يوم الإثنين 08 يونيو 2020 ندوة علمية لمدرسة كتاب: “نظر مقاصدي في قضايا معاصرة، نحو تنزيل مقاصدي معاصر” لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد رفيع رئيس المركز، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.

والكتاب منتج علمي مقاصدي؛ من إصدارات دار السلام خلال هذه السنة (مارس 2020)، وقد قدم له قامتان علميتان في علم المقاصد، وهما فضيلة الدكتور نور الدين الخادمي، والدكتور وصفي عاشور أبو زيد، وموضوعه المعرفة المقاصدية من خلال مقاربة وسعت آفاق إعماله ووسعتها، وأبدعت في تفعيل ذلك النظر في غمار حياتنا المعاصرة وإشكالاتها المتشعبة.

وعرفت الندوة التي ثم بثها مباشرة عبر تطبيق زووم وعلى صفحة المركز على صفحة الفيس بوك مشاركة علماء وباحثين متخصصين من المغرب وخارجه، وأدارها الدكتور ربيع حمو المتخصص في مقاصد الشريعة وعضو المكتب التنفيذي للمركز.

تناولت القراءة الأولى التي تقدم بها الدكتور وصفي عاشور أبو زيد، وهو أستاذ مقاصد الشريعة ورئيس لجنة التزكية والتعليم الشرعي بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مضامين الكتاب ومجالات إبداعه. وقد اعتبره نقلة نوعية في سياق تفعيل المقاصد في واقعنا المعاصر. كما أثنى على المدخل الفلسفي النظري للكتاب وثنائياته التي جمعت بين النظر الكوني والنظر الشرعي. كما تناول في قراءته نماذج لتطبيقات اندرجت في سلك ذلك الأساس النظري الذي أثله وقعد له. مشيرا إلى تميز مقاربة الكاتب والذي يعده قامة علمية حاملة لهم الدعوة مسهمة في التأسيس لمشروع علمي واعد.

وعالجت القراءة الثانية للدكتور أحمد العمراني، أستاذ مقاصد الشريعة والفكر الإسلامي بجامعة محمد الخامس بالرباط ونائب رئيس المركز، خصائص الكتاب، وهي: الجمع بين النظر المراعي للمقاصد والتطبيق المراعي للمصالح مع مراعاة محل التنزيل وسياقه، وتناول قضايا معاصرة بنفس تجديدي يروم انبعاث الأمة، وتنوع القضايا والمسائل التي تناولها وفق منهج مقاصدي علمي دقيق احتكم في تفصيلها للإطار النظري الذي أصل له.

ثم استعرض الدكتور العمراني محاور الكتاب وتميز تناول قضاياها من خلال اجتهاد منهجي مسدد يؤصل للمفاهيم ويعملها من خلال النماذج التطبيقية والنوازل المعاصرة التي اشتغل عليها.

 أما القراءة الثالثة للدكتور عبد العظيم صغيري، أستاذ العقيدة والفكر الاسلامي بجامعة القرويين بالمغرب، والذي يعمل حاليا أستاذا بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة قطر.، فاستعرضت محددات نجاح النظر المقاصدي وسبل تفعيله في واقعنا المعاصر من خلال كتاب د محماد رفيع: ” نظر مقاصدي في قضايا معاصرة”، بعد تناوله لسياقَيْ تأليف الكتاب: السياق الخاص بالمؤلف ومساره البحثي وإنتاجه، ثم السياق العام متعلق بنهضة مقاصدية.

أما محددات نجاح النظر المقاصدي فجعلها أربعا: محدد معرفي: الاحتكام إلى الرؤية القرآنية والاستمداد منها، ومحدد واقعي: الفهم العميق للواقع واستحضاره في الاجتهاد المقاصدي، ومحدد منهجي: التيسير ورفع الحرج عن المكلف، ثم محدد تربوي: الربانية والافتقار إلى الله تعالى لمن يقبل على العلم الشرعي والاجتهاد في النوازل والقضايا. وقد استدل على كل محدد بشواهد من تطبيقات وإبداعات تضمنها الكتاب.

أما القراءة الرابعة والأخيرة للدكتور عبد الصمد المساتي، وهو باحث في مقاصد الشريعة، والكاتب العام للمركز، فقد عالجت أهم المفاهيم والقضايا التي كانت محل نظر ودراسة في الكتاب، مركزا على المعالم التطبيقية للنظر المقاصدي في قضايا متنوعة جمعت بين قضايا سياسية، وقضايا أسرية اجتماعية، وقضايا تربوية، وقضايا فقهية عبادية، وقضايا أصولية إفتائية، كما قدم جملة خلاصات ونتائج استقاها من النظر الذي أسسه له الدكتور رفيع في مؤلفه، مبرزا تنوع المصادر المعتمدة في الكتاب وتنوعها وأثرها في نتائجه.

لتختتم الندوة بكلمة للدكتور محمد رفيع صاحب الكتاب، والذي شكر الأساتذة المتدخلين وأبرز بعض جوانب الإبداع في مؤلفه، ليفتح النقاش مع الحاضرين في الندوة عبر غرفة زوم.

وقد أجمعت مداخلات الندوة والقراءات العلمية الماتعة لهذا المؤلف المقاصدي، على تميز الكتاب، واعتباره إنتاجا علميا متميزا، يفيد طالب العلوم الشرعية بما يمده من أساس نظري لعلم المقاصد، وتطبيقات معاصرة لإعمال ذلك النظر، ويقدم للباحثين والمتخصصين مقاربة منهجية لمنهج الاجتهاد والنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة.

للاطلاع على تفاصيل الندوة ومداخلات المشاركين في القراءة يرجى زيارة صفحة المركز على الفيس بوك facebook.com/makasid.center