تقرير عن الدورة التكوينية التي نظمها المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة في موضوع: “البحث العلمي في مقاصد الشريعة إشكالاته المنهجية وقضاياه الموضوعية”
وذلك أيام: 17 ـ 18 ـ 19 يوليوز 2020
افتتحت الدورة يومها الأول، بكلمة مدير الدورة الدكتور عبد الصمد المساتي، ثم بمداخلة الدكتور نور الدين بن مختار الخادمي: محاضرة افتتاحية. ترأس الجلسة الدكتور أحمد العمراني
تطرق الدكتور الخادمي في مداخلته القيمة لخمسة فصول:
ـ تحدث فيها عن المنجز البحثي المقاصدي خلال 50 سنة والذي اتسم بالتجديد.
ـ واقعية البحث المقاصدي المعاصر في مجالاته السياسية والاجتماعية والتعليمية والأسرية .. وإلى ضرورة تجديد المذاهب الفقهية وتجديد الخطاب وآلياته، مشيرا أثناء حديثه عن البحث المقاصدي في قضايا الدولة أنه بحث كلي ينظر إلى المنظومة الدولية.
ـ أما آفاق البحث المقاصدي المعاصر فإنها تترتب على الواقع، كما أن هناك فراغ موضوعي يتعلق بالعقيدة والشريعة وبالكليات الخمس في تداخلها وعلاقتها بالعلوم الشرعية…
وقد تناول نماذج تجلى فيها البحث المقاصدي مثل جائحة كورونا وظاهرة العنوسة كيف يمكن مواجهتهما…
كما تطرق أيضا لضرورة وضع استراتيجية بحثية معاصرة لرصد البحث، كذا تحقيق التكامل المعرفي والعلوم البينية والاستدعاء الوظيفي.
تحدث أيضا عن معلم التقعيد ومعلم التفعيل ومعلم التطوير.
وختم مداخلته بحديثه عن مخرجات الدورة.
تلاها أسئلة الأساتذة الحاضرين عبر صفحة الزوم …
أما اليوم الثاني افتتح بمداخلة الدكتور الحسان شهيد والتي بعنوان: النظر المقاصدي ومداخله المعرفية. ترأس الجلسة الدكتور يونس محيسن.
تحدث الدكتور الحسان شهيد عن أهمية المقاصد والنظر المقاصدي المعاصر وذكر بإلحاح حتمية الخروج من الجانب النظري التأصيلي إلى الجانب العملي التشغيلي وذلك بإيجاد حلول عملية للتنزيلات الحكمية مشيرا إلى ضرورة الاشتغال الجماعي المؤسساتي على اعتبار أن يكون أعضاء المؤسسات العلمائية ممن يشتغلون بالعلوم الإنسانية والاجتماعية علم النفس وعلم الاجتماع بالخصوص، مستحضرين صوب أعينهم العلاقات الدولية والواقع من خلال مستجداته وتحدياته المعاصرة حتى لا يبقى النظر المقاصدي حبيس الرفوف، وانطلق مبينا وموضحا أن التكامل المعرفي من واجب العصر ومن مقومات التجديد الذي يسهم في التطوير والابتكار والسعي الحثيث لإيجاد الحلول الملائمة والمناسبة لكل ما يطرأ في واقع الناس من أحوال وملابسات، مؤكدا أن الرسالة الخاتمة الخالدة نورها يشع صالحا مصلحا إلى قيام الساعة لمن فقه مقاصدها ومكارمها.
أما اليوم الثالث والأخير افتتح بمداخلة الدكتور محماد رفيع والتي بعنوان: النظر المقاصدي مجالاته وقضاياه المعاصرة. ترأس الجلسة الدكتور عبد الغني يحياوي.
تحدث الأستاذ الدكتور عن ثلاثة أهداف للمحاضرة تجلت في:
ـ الحاجة الزمنية للنظر المقاصدي.
ـ مجالات النظر المقاصدي.
ـ أولويات القضايا المعاصرة للنظر المقاصدي.
تناول أيضا مفهوم النظر المقاصدي والذي عبر عنه أنه رؤية فلسفية تقوم على الجمع بين النظر الشرعي والنظر الكوني. ومفهوم القضايا المعاصرة باعتبارها جملة أقوال معبرة عن إشكالات وموضوعات زمنية وأسئلة وقتية تقتضي القول فيها بالنظر المقاصدي.
لخص موجبات النظر المقاصدي في ثلاثة:
ـ الموجب المنهجي والذي يرجع إلى أمور طبيعية وقضايا معاصرة مطروحة.
ـ الموجب الوظيفي الذي يؤدي أربعة وظائف: (التعليل ـ التأويل ـ التنزيل ـ تدبير الاختلاف).
ـ الموجب الشرعي.
ثم ختم مداخلته القيمة بحديثه عن مجالات النظر المقاصدي والتي حصرها في إحدى عشر مجالا من ذلك مجال التأصيل العلمي، السياسي، الاقتصادي، الصحي، الإعلامي، التعليمي والمجال الإنساني.. متسائلا عن سبب غياب النظر المقاصدي في مثل هذه القضايا الحارقة.
عقب على مداخلة الدكتور محماد رفيع الدكتورة أمينة سعدي التي نوهت بقيمة المداخلة المعرفية وتراتبية الأفكار والمضامين كذا التقديم البيبلوغرافي الجميل لمجالات النظر المقاصدي. مشيرة إلى ضرورة إعداد ورشات تكميلية تصاحب هذه الدورة التكوينية القيمة.
ختمت الدورة التكوينية بأسئلة قيمة للحضور أثرت النقاش وأبانت عن الحاجة الماسة لتفعيل النظر المقاصدي وأنه الحل الناجع لتخطي الأزمات والنهوض بالأمم…
تقرير الباحثة: بشرى خيري
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *