تقرير شامل حول الدَّورة التَّدريبيَّة “مهارات الاجتهاد المقاصدي”

تقرير شامل حول الدَّورة التَّدريبيَّة “مهارات الاجتهاد المقاصدي”

من إعداد: د. ربيع حمو

نظّم المركز العلمي للنّظر المقاصدي في القضايا المعاصرة خلال الفترة الممتدّة من 23 نوفمبر إلى 13 نوفمبر 2020 دورةً تدريبيّةً في موضوع “مهارات الاجتهاد المقاصدي” أطّرها الدّكتور سالم عبد السّلام الشّيخي رئيس منتدى العلماء وعضو مجلس الأمناء بالاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عبر تطبيق (زووم).

وقد استفاد من الدّورة التّدريبيّة 140 باحثًا وباحثةً، منهم أساتذة جامعيّون، وباحثون في سلك الدّكتوراة أو حاصلون على شهادة الماجستير. ينتمون إلى عدّة أقطار إسلاميّة وأوروبيّة (المغرب – تونس – الجزائر – ليبيا – مصر – الكويت – الأردن – السعوديّة – قطر – الإمارات – بريطانيا – بلجيكا – هولندا …). وقد عمل المركز على انتقاء الفئة المستفيدة من التّدريب من بين 800 طلب للمشاركة، فيما ستتمّ برمجة دورات مقبلة من أجل الاستجابة لباقي الطّلبات.

وقد شمل برنامج الدّورة التّدريبيّة خمس حصص تدريبيّة تفاعليّة من تأطير الأستاذ المؤطّر سالم الشّيخي. كما تضمّنت الدّورة ورشاتٍ تدريبيَّةً؛ حيث توزّع المشاركون على 11 مجموعةً كانت تعمل على إنجاز الأنشطة والمهام التّدريبيّة في أجواء من التّفاعل والتّقاسم سعيًا إلى التّمكّن من المهارات المقاصديّة التي تتغيّا الدّورة إكسابها للمستفيدين.

وقد انطلقت فعاليّات الدّورة  يوم 23 نوفمبر 2020 في السّاعة السّادسة مساءً بالتّوقيت الدّولي، بكلمة مدير الدّورة الدّكتور ربيع حمو، افتتح فيها الدّورة بالتّرحيب بالحضور والتّذكير بأهداف الدّورة والتّعريف بمؤطّرها الشّيخ الدّكتور سالم عبد السّلام الشّيخي وسعة علمه وخبرته في مجال الإفتاء والاجتهاد التّنزيلي في عدّة مجامع للفتوى، وكفاءته التّدريبيّة التي ستمكّن الطّلبة من الاغتراف من معين علمه وخبرته؛ قبل أن يحيل الكلمة إلى السّيد مدير المركز العلمي للنّظر المقاصدي في القضايا المعاصرة الأستاذ الدّكتور محماد رفيع، الّذي عدّ انطلاق هذه الدّورة لحظةً مباركةً متميّزةً، وعبّر عن سعادته غاية السّعادة بافتتاحها، كما رحّب بالشّيخ المؤطّر، وشكر له قبوله تأطير هذه الدّورة، كما عبّر عن شكره لإدارة الدّورة، وشكر لهم جهودهم المباركة، ورحّب بجميع المشاركين والمشاركات، مذكّرًا بجوانب تميّز هذه الدّورة، من حيث خبرة: مؤطّرها العلمي وهو رجل من علماء هذه الأمّة تلقّى العلم من شيوخ كبار وأضاف إليها الخبرة العمليّة، ومن حيث موضوعها بناء مهارات وإكساب قدرات في التّنزيل المقاصدي، ومن حيث النّخبة المشاركة في هذه الدّورة من أساتذة جامعيّين وباحثين من مختلف الأقطار .

وقد امتدّت الحصص الخمس التّدريبيّة التي أطّرها الأستاذ المدرّب لمدّة ثلاثة أسابيع بمعدّل يومين أسبوعيًّا، تناولت في البداية أهميّة التّدريب في اكتساب المهارات والكفايات الضّرورية لعمليّة الاجتهاد الفقهي، مقدّمةً منهجيّة التّدريب التي سيعتمدها المدرّب سعيًا إلى سدّ الفجوة بين النّظريّة والتّطبيق. أمّا المهارات التي عمل المؤطّر  على إكسابها للمستفيدين فهي:

1ـ مهارة الإلحاق بالكليّات الخمس.

2 ـ مهارة الإلحاق بمراتب المصالح الثّلاث.

3 ـ مهارة الموازنة بين المصالح والمصالح.

4 ـ مهارة الموازنة بين المفاسد والمفاسد.

5 ـ مهارة الموازنة بين المصالح والمفاسد.

وقد عمل على تقديمها من خلال إطار نظري لتلك المهارات يقدّم خلاصات المعرفة المقاصديّة المتعلّقة بتلك المهارات التي يتأسّس عليها تملّكها، كما عمل على حسن بيانها وإبرازها بالتّمثيل لها من خلال التّحليل المقاصدي لعدد من النّصوص الشّرعية والنّوازل المعاصرة، وهذا الاشتغال التطبيقي قد أخرج الدّورة من فضاء النّظر العلمي المجرّد إلى مجال التّفعيل الواقعي.

وممّا أسهم في جودة التّأطير في هذه الدّورة أعمال الورشات الموازية للحصص التّأطيريّة، حيث هيّأت إدارة الدّورة إحدى عشرة ورشةً توزّع عليها المشاركون في الدّورة من أجل إنجاز المهام التّدريبيّة التي أعدّها مؤطّر الدّورة تحت إشراف نخبة من الباحثين أشرفوا على تنسيق أعمالها؛ فكانت الورشات فرصة لتعميق النّظر وتوسيع مناقشة مهارات الاجتهاد المقاصدي من خلال المدارسة والتّقاسم. أمّا خلاصات عمل الورشات فكانت محطّ عناية الأستاذ سالم الشّيخي الذي قوّمها وسدّدها بملاحظاته المنهجيّة والمعرفيّة وسمته الخلقي الرّفيع.

وقد اختتمت الدّورة التّدريبيّة بامتحان إلكتروني أنجزه المشاركون والمشاركات في الدّورة التّدريبيّة من أجل قياس مدى تحقّق أهداف الدّورة التّدريبيّة، وتعدّ هذه الدّورة حلقة من بين حلقات تدريبيّة أخرى سينجزها المركز بتأطير من فضيلة الأستاذ سالم الشّيخي.

وقد لقيت الدّورة تفاعلًا إيجابيًّا من المشاركين والمشاركات بفضل التّأطير والتّدريب المتميّز للدّورة حيث قدّم فيها الشّيخ سالم الشّيخي عصارة عمل امتدّ لسنوات عديدة امتزجت فيها خلاصات بحثه النّظري في مصادر المعرفة المقاصديّة وتحليل المئات من النّصوص والنّوازل ليخرج برؤية منهجيّة قدّمها بفضل خبرته التّدريبيّة في دورة امتازت بهندسة بيداغوجيّة فعّالة.

وقد عبّر الدّكتور توفيق أحمد علي السّنباني أستاذ الفقه المقارن بجامعة عمران باليمن عن تميّز الدّورة قائلًا: ” لقد كانت بحقّ دورةً متميّزةً سواءً من حيث تأطيرها أو تنظيمها؛ فمؤطّرها هو الشّيخ الدّكتور سالم بن الشّيخي عالم وباحث ومتمكّن جمع بين فنون الرّواية والدّراية والتّدريب لعلم المقاصد وتطبيقاته على القضايا المعاصرة، وأمّا المركز فهو مركز له سبق المساهمة في تنظيم مثل هذه الفعاليّات المتميّزة”.

أمّا الدّكتور زكريّا محمّد سعيد الحمقة من الإمارات العربيّة المتّحدة فأثنى على الدّورة قائلًا: “حقيقةً نشكركم بكلِّ حبٍّ وتقديرٍ على جهودكم المباركة المتميِّزة في هذه الدَّورة الماتعة النافعة… أيَّامٌ وساعاتٌ عظيماتٌ نافعاتٌ؛ كأنَّها من روعتها لحظات؛كانَ منْ أهمِّ عوامل نجاحها التَّنظيم المتميِّز والاستعداد الرَّائع، ووجود قامة علميَّة -نفخر بها- الدّكتور سالم عبد السَّلام الشّيخي. هذه الدَّورة الخاطفة وضَّحت لنا أهمَّ معالم مهارات الاجتهاد التنزيليّ لفقه المصالح والمفاسد وتطبيقاته في الواقع الإفتائيّ المعاصر”.

وقد  عبّرت الباحثة مختاريّة الحبيب بوعلي من الجزائر عن تميّز الدّورة بقولها: “وما زادها تميّزًا وغنًى اشتمالها على جانبي: التّنظير والتّدريب، من خلال تمرّن الباحثين عبر الورشات التّفاعليّة على إعمال المهارات الاجتهاديّة المقاصديّة وتطبيقها على جملة من التّمارين بدءًا بعمليّة الإلحاق بالكليّات الخمس المقاصديّة ثمّ بمراتب المصالح الثّلاث وصولًا إلى الموازنة عند التّزاحم والتّعارض بين المصالح والمفاسد”.

وقد عدّ الدّكتور محمّد راغب جيطان الأستاذ الجامعي بقسم أصول الدّين بنابلس من أرض فلسطين الحبيبة أنّ “مِن نعم الله تعالى عليّ أن أكرمني بالالتحاق بهذه الدّورة على الرّغم من كثرة انشغالاتي، لما تميّزت به هذه الدّورة من الأهداف العميقة؛ منها التّدرب على آليات إعمال علم المقاصد في مجال الاجتهاد التّنزيلي، والبعد المقاصدي، وتحويل المعارف والمفاهيم إلى واقع ملموس، ومنها أيضًا التّركيز على جانب صياغة الفتوى وفق الاجتهاد التّنزيلي، وهو المفقود عند بعض المفتين”.

وعن تجربتها في هذه الدّورة التّدريبيّة تقول الدّكتورة نجيبة عابد من الجزائر: ” مهارات الاجتهاد المقاصدي دورة تدريبيّة ماتعة عشنا خلالها تجربةً مميّزةً، من تأطير الشّيخ الفاضل سالم عبد السَّلام الشَّيخي، خضنا فيها ممارساتٍ تطبيقيّةً وإجراءاتٍ عمليّةً في النّظر المقاصدي والاجتهاد التّنزيلي، وقد كان لحسن التّنظيم والإشراف المميّز كبير الأثر في جودة التّكوين واكتساب المهارة؛ من خلال العمل الجماعي المنظَّم في الورشات التَّكوينيّة، وفيها كانت المدارسة وتبادل وجهات النَّظر مع كوكبة من الأساتذة والباحثين الأفاضل من أقطار متعدّدة من الجزائر والمغرب واليمن”.

وعدّت الدّكتورة أمامة عماد حماشة، عضو هيئة تدريس الجامعة الأردنيّة  كليّة الشَّريعة، أنّ ” الدّورة التَّدريبيَّة معلم في منهجيّة تدريس العلوم الشَّرعية عمومًا حيث نقلت المشاركين من النَّظري إلى التَّطبيقي، وهو ما يحتاج إليه الباحثون والمهتمُّون في الدّراسات الإسلاميّة لما تميّز به المؤطّر الشّيخ سالم الشَّيخي -حفظه الله- علاوةً على سمته الإيماني وتواضعه وما قدّمه بين أيدينا من خلاصة منهجيّة تطبيقيّة لآلاف المسائل والفتاوى التي اشتغل عليها لسنوات فكان بحقّ نعم المدرّب ونعم المعلّم.

كما حققَّت الدَّورة أهدافها بفضل جودة التَّنظيم الذي تميّز به المشرفون في المركز ،وعلى رأسهم د. ربيع حمو، سواءً من حيث الالتزام بالوقت وتسيير اللقاءات أو حسن إدارة الورشات”.

3 تعليقات

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

3 التعليقات

  • فاطمة حداد
    05/01/2021, 10:14 م

    السلام علبكم شكر الله لكم هدا التفاني في العمل والحزم في الامور …
    استفذنا معكم كثيرا ونطمح في المزيد وفي انتظار المزيد تقبلوا منا أسمى عبارات الاحترام والتقدير

    الرد
  • مصطفى محمد
    05/01/2021, 11:38 م

    بارك الله فيكم

    الرد
  • فاطمة حداد
    14/02/2021, 6:02 م

    السلام عليكم نشكر المركز على تفانيه واجتهاداته في اختيار المواضيع الجديدة والسادة الدكاترة المتمكنين من تخصصاتهم …وفقكم جميعا لما فيه الخير للبلاد والعباد امين

    الرد